Sunday, October 4, 2009

الاسم المشطوب

تحت هذا الاسم نظم الابنودى كلماته ليصوغ لنا قصيد من اجمل ما كتب ولا اجد مناسبه احسن من ذكرى السادس من اكتوبر لكى اقدم هذه القصيده وهى بعنوان الاسم المشطوب

اكشف غَطا وجهك ومزَّع القناع
بَلا حكومة
بَلا لُكومة
بلا بطولة.. بلا بتاع.
يااسمر يابو القلب الحديد
ياللي واجهْت الموت
في كلّ اتساع.
يااسمر يابو الوجه العنيد
يامصري.. ولحد النُّخاع.
كلُّه طِلِع كلام ياخال
والحال.. رجع من تاني حال.
أتاري الحرام..
هوّه الحلال..
واتاري الهُدي هوّه الضلال.
شَمُّوا نَفَسْهُم من جديد
والمرّه دي.
بدمَّك انت يا بطل
مع الأسف..
وبْعَجْنِة اللحم اللّي تتسّمي الشهيد
ويعملو لها عيد بليد
تِعْرفْش بيه غير م الصُّحف.
وأَعْترِِفْ..
العيد بييجي..
لاجل ماتموت من جديد.
ولو إنّ موتك ريح بتغِلب الرياح
لكنُّه ما حرَّكْشِ ليه أسَنِ الحياه؟
وياصاحبي..
ماحرّكش ليه ألم الجراح.؟
راح اللي راح..
فلا انتظار.. ولا أمل
الحرب خلْصِت يا بطل
والفرحة هِّبت ع الوطن يا صاحبي
من كل اتجاه
وزيّ ما قالوا: طِلِع نور الصباح
ورفرف العلم العظيم العالي..
علي كل الجِباه
لكنُّه..
ليه من غير حَياه!؟
والنصر ليه علي رقاب كل اللي عملوه
إتكي..؟
وليه في أرض المعركة
نسينا كل اللي بَلغْناه بالمعاناة
والعرق وبالفَخَار.. وبالبُكا…
لمَّا صِحبنا يا صاحبي ع الحلم اللي ضاع
ونصرك اللي راح وماعادْلوش شهود
وما عادش داخل الحدود
غير اللي سَمْسَر
واللي قرْقَرْ..
واللي وفر.. واللي باع..!؟
اللِّي هَوَي الوطن.. هَوَي
بالعشق ولّع وانكوي
من قبل ما يفتّح.. ذَوَي
يا أحلا أبناء الوطن
تِرحَلْ عليل.. بِلا دوا
ترحل وحيد مجهول.. حزين
نرحل سوا!!
ما فضلش منه شيء يا عبد العاطي
نرحل سوا..
أنا وانت والوطن الحبيب
ونْسيبها للوطن الغريب
نسيبها للوطن المريب
لديب.. بيحرس الجياع
وِلْوَهْم إذا كشكش..
بيزداد….. اتساع.
وانت العريس اللّي بنيت المجد..
بإيديك الجُمال
وبقيت دِريس طارْ في الخيال
وكأن حَرْبِك النبيلة..
لعبة لعبوها العيال.
لعبوها ع الساكِتْ
اتْمَزَعِتِ الصفحة اللي فيها اسمك.
حدوتة..
وسْطِ الحواديت تاهِتْ.
الإسم مشطوب
والتاريخ.. باهِتْ
ما فْضلني مِنُّه شيئ يا عبد العاطي..
لَمّ العدو دبَّاباتُه بعيد عن سينا.
نَسُّونا. فَنْسِينا.
والإسم..
كان لازم في سكِّة الخيانة
يتردِم.
واللّي كتَبْ عنَّك.. نِدِم.
واللي وقِف جنبك.. نِدِم.
اضَّطَر يفضح لعبة التبديد
وحاصَرُوه.. بالوصْم والتهديد.
صبح الشريف موصوم
هوّه الشريف اللي تملّي.. يتوصَمْ
وبقي السليم مجزوم.
يستعملوا وياه يا خال
لُغَةِ الجِزَمْ.
وبقَي الجبان… صنديد.
فارحل حزين مظلوم
ارحل سفيه موصوم
ارحل مريضي ساكت
ارحل إلي أبعَد بعيد!!
مصر المهيبة بتنحدِر للواطي.
هل كنت تتخيل في يوم..
السرعة دي في الموت يا عبد العاطي
حتي وإنت..
قصاد صفوف الدبابات!؟
- سامحني أنا ما عرفش كام عندك
من الأولاد وم البنات -
هل كنت تتخيل خيانة الوطن؟
هل كنت تتخيل عبير هذا الزمن
وهوَّه صاعد للعُلا نَتَنْ..؟
وقول بحق..
إنْ كان قلبك خاف..
والآر.. بي.. چي..
مسنود علي الأكتاف
ساعْة اعتِقال «عسّاف»..؟
وهل خطر علي البال يا عبد العاطي
إن الخيانة حتسكن الآتي
وإن مِلعوب لاتّفاق ملعوب!؟
وإن أكتوبر حيتباع ويّا مصر
- لاتْنين - في سوق العصر..؟
والمؤمنين
حَيُطرَدُوا من مِيغِةِ المستقبل
ويصْعد الخاطي..؟
دلوقت إيه اللي مِضيَّق..
صدرك الوسيع..؟
وبتفهم إزاي الفروق..
بين اشْترا الوطن الأسير..
والبيع..؟
النصر تمنُه اشتروا بيه قصر
تَمَن الوطن
إذْن لدخول السَّمَسرة.
ما كانتش حرب.
ماكانش نصر.
واللي رَفَضْاه لأجل نتقدِّم
حدفْنا بعيد ورا.
ما تقولْشي زييِّ.. كان وكان
كان حيلة لأجل يموت فقيرها
في طوابير الهوان
وطنك يا صاحبي كان زمان
واللي احنا فيه..
زمن العفاريت السُّمان
أصمُد يا صاحبي.. لموتك العبثي.
باعوا الوطن يا صاحبي بالمجّان
مَجَّان لكن ما تْقَدَّرُوش أتمان
ماراح زمان «الشاذلي» و«الجَمسي»..
وشمس سينا يوم ما عِشْقتْ
صدرك العريان
غابِتْ فإنسي الحرب يا غلبان
أعداء وطنّنا.. صاروا أحبابُه
- مستمتعين بالوطن والوقت خان الوقت -
بيسلكوا.. وكأنهم أصحابه.
إنت العدو دلوقت،
إنت نشاز اللحن.
أما احنا يا بطلي الحزين
فمِّدينا لهم للحياة..
شُريان ورا شُريان.
زعيقي وِسْط الخلْق زيّ سُكاتِي
وتفاؤلي بقي جزء من إحباطي.
اتغيّرت كلّ العقول
واتبّدلت كل الفصول
واتْعفَّرت كل الشموس
واتغبَّرت كل النّفُوس.
.. وزي ما تقول قول!!
إسمَكْ بَهَتْ..
وكإنُّه عُمره ما كان.
إتْباع كإنُّه بضاعة في الدكان
في الانفتاح علي عوْرة الأوطان.
آدي الجُناة أبرار..
وإنت الخاطي.
وإنت غلطة الوطن
في صفقة الشيْطان
يا عبد العاطي!!
إنت نويت
وأتاري فيه غيرك نَوَي.
ناس عِلْيوا فوق
وسابوك بتبحث في الفُتات
عن الدوا..
لِكِبْدك اللي ما احتملش.. فانشوي!!
يا صاحبي موت أرجوك
وموِّت الغضبّ،
«الإسم».. كان هوَّه الهدف
رَفْرَف علي مَرْمي النيران..
وكإنُّه قاصد يِنضَربْ.
الإسم ضَلَّم.. واتشطَبْ.
ومصر مصرين
مصر إحنا.. وهمَّ
لِهم الغنايم.. والبهايم إحنا.
صوتهم وَجَع مسموم
بيسكن العصَبْ
ويلهب اللهب.
يا صاحبي موت أرجوك وموّت الغضب.
لعينيك يا صاحبي بانْتمي.
كإن صدرك هوّه صدر بلادي
من الهجير.. باجري عليه..
وأتْرِمِي.
وأنا قصدي أغسل همِّي.. بازّدادْ هَمّ.
عَفْوك يا عبد العاطي..
إلوطن عِمِي
ومِشِي وهمَّلنا يا إبن العم.
وإسمك
المشطوب
مازال هناك مكتوب
في قلب سينا ف سرًّها الدفين
في صدور جميع المخلصين
المرض زيك بالوطن
واللي حيغلِبوا المحن
واللي حَيجْلُوا عنه عار الغبار
علشان يشعّ اسمَك كإنهُّ نهار.
الإسم ـ رمز العزة ـ
بيصيبهم بداء.
ينسوك ما ينسوك الضمير متذكرك
هِنا مش هِنا ـ صدقني ـ
بكره حافكّرك.
مِن اللي قال: يا مصر إبنك ضاع.؟.
ده احنا حنعلِن عِ المشاع..
إسم اللي باع حلمك يا عبد العاطي
للشروق أو للعرب
للأهلي أوللغُرب
ولحدّ داك اليوم
سيب الحياة تمشي لْورا بالورْب.
مين ده يا عبد العاطي
أبو جِتّة جامدة وكِرْش.؟
اللي بيحدف بالميتين مليار
ويعزّ ع الناس قرش..؟
هلي شُفته يوم الضرب.؟
هل كان معاك في الحرب.؟
أتاري دمّ الشهدا ليه أتمان.
تمن الشهيد ما بيقبضوش والديه
إنهب وصيع بينهبُه المقاطيع.
ويالله بيع كل اللي شِلْناه للزمان
ويكون شعار بلدك
«بداك ما تبني.. بيع».
هنا تكتشف إن الحزاب..
هوّه الربيع.
بيع المصانع والصحاري واشتري
آخر حدود الأرض والشواطي.
وهكذا..
مصر اللي كانت مِلْكنا
واللي حميناها بصدرك عنِّنا..
اتسحَّبت واحنا في عز النوم
اتسحَّبِت في السرّ وف كام يوم..
هرِبت كده علناً يا عبد العاطي.!!
مِشْ دي البلاد اللّي حاربْت عشانها
ولاهُمّ دول ياصاحبي.. حُكاّمها
ولا مصر دي اللّي رفَعْتِ أعلامْها
ورميت بروحك في خِضَمّ الحرب..
ونيرانها
فين احنا دلوقتي يا عبد العاطي.؟
مين اللّي وطَّي العالي يا صاحبي..
وعلَّي الواطي..؟
مين اشتري بْتَمَنَك.. الصحرا والشاطي
وطَاطَي..
فاكِرْنا وراه.. حنطاطي…؟
وصالَح القاتل.. وعادانا
وادّانا ضَهْرُه وسابنا ببلاهة
نعِدّ قتلانا
وهرب بمصر.. وخبّي عنوانها؟؟
إرحل يا إبن الطّيبين… إرحل وحيد مظلوم حزين.. أسْهَلْ
كل القِصص ماتت
كل الَُمثل.. ماعِت
كل الحقوق..ضاعِت
البياعين باعِت..
أهل القِيَم صاعِتْ..
واهل الحقوق جاعت
حتي اللي صابت
من جديد خابِت.
كُلُّه اتمسح.. والزُّور
هوّه اللي شايدْ خطوتُه
وثابِتْ.
والنصر كان ياعم عبد العاطي
أهمّ أَغْلاطك وأغلاطي
ارحل بتتفرّج علي عشوش اللصوص
المحروسين.. بِبَدْلة ظُبّاطي.!!
ياللّي كسَرْت القانون
وحاولْت وطنك يكون
مات الوطن..
ورجْعِت المية تاني تمشي في الواطي
يابَطَل.. زمانُه فات
صيّاد الدبّابات
يا مجسد الحسرة في..
أسوأ معنيها
ما عادْش غير الموت حرية
إرحل ياعبد العاطي
لا أكْل ولا ميّة
إرحل يا عبد العاطي
لا حلم بالألوفات ولا الميّه
الحسرة وطنية
الحسرة وطنية
دواها لامِنْ صبرْ ولا مِن نوم
إنت الشهيد اللي ضلّ وعاش
لحدّ اليوم
ماعادْش شيء ينباع
يامُزْعج اللّي تاجْروا في النسيان
في وطن بِشِمْ بالحمت
وما عادْش لازْمُه سماع..!!
عارفك ما مُتِّشْ عِلَّة
مُتّ تَعبْ
ما هو كام سنة يا صاحبي
يحتمل الحطب
نار الغضب.؟
وكل ما تبُرق صور في الذاكرِة
للدّببات اللي فرقْت
أو الجنود اللي قتلْت
ولماّمِ الضحك اتمزَعْت
بفرحة النصر اللي كان إبداع كل اللي ضاع منّك
مع اللي ضاع
تخمدها بكفوفك بِصمت رهيب
من غير ماتْعتِب ع الوطن
وتودّي وياَه-في الألم-
وتجْيب
كلِّمنا وأنت ع السرير عيان
عن اللي وليَّ.. وخان
وعن اللي باع النصر في الدُّكان
مش ده الوطن
اللي اتّفقت معاه ياصحبي زمان
تئن.. والأنين مرمر
وأنت بتتقلّب علي السرير
سرير فقير
تطلق زفير الحزن في النَّفَس الأخير
ولا الشاشات بِكْيِِتْ
ولا المذباع أذاع
فاكشف غطاء وجهك..
ومزّع القِناع
بَلا حكومة
بًلا رئاسة
بًلا مُعارضة
بلا بتاع!!!
2008
16 أبريل
باريس